
المغربية تيفي 24 إبراهيم مهدوب
في واحدة من أكثر صور التسيب الصحي قساوة، تعيش دار ولد زيدوح إقليم الفقيه بن صالح وضعًا مقلقًا على مستوى الاستقبال والتدخل في الحالات الحرجة، تدفع ثمنه نساء حوامل يصلن في وضع صحي هش، فلا يجدن في استقبالهن سوى حارس أمن، يكتفي بتسجيل المعلومات ثم يأمرهن بالانتظار… انتظارٌ قد يطول حتى تتفاقم الحالة أو يُفقد الأمل.
وحين يطول الصمت، تخرج ممرضة لتبلغهن بكل بساطة، ودون أي فحص أو تشخيص:“… اذهبوا إلى مستشفى بني ملال قرارٌ مصيري يُتخذ بكل برود، وفي غياب تام للانسانية، وبدون أي إحالة مكتوبة أو تقدير فعلي للحالة الصحية.
وهنا تُطرح أسئلة مشروعة:هل للممرضة الحق القانوني والمهني في إصدار قرار بإحالة حالة طبية إلى المستشفى الجهوي؟من منحها هذه الصلاحيات؟وأين هو الطبيب المسؤول عن مثل هذه التوجيهات الحساسة؟أليس من الخطورة بمكان أن تتولى ممرضة، دون إشراف طبي، اتخاذ قرارات قد تؤدي إلى تعريض حياة مريضة أو جنين للخطر؟الخطير أن بعض هذه الحالات كان بالإمكان التدخل لإنقاذها أو تخفيف آلامها في عين المكان، إلا أن سوء التنظيم وغياب التنسيق يدفع بها خارج الأسوار، إلى مستشفى جهوي مجهول المصير ويعرف اكتظاظًا خانقًا، وطول انتظار، ومسافة ليست بالهيّنة… ما يعرض حياة المريضات لمضاعفات أكبر وخطر مباشر.
وما يثير الاستغراب أكثر، أن حتى الحالات البسيطة التي لا تستدعي تدخلاً استعجاليًا، يتم تحويلها تلقائيًا نحو المستشفى الجهوي او سوق السبت ، وكأن مركز دار ولد زيدوح مجرد بناية مهمتها التوجيه فقط لا علاج!أليس هذا العبث هو أحد الأسباب المباشرة فيما يشهده المستشفى الجهوي من ضغط خانق واكتظاظ غير محتمل؟
إن ما نراه ليس خللًا ظرفيًا، بل ترجمة صريحة لفشل منظومة القرب الصحية، التي يُفترض أن تُخفف الضغط، لا أن تُضاعفه.فأين الوزارة الوصية؟
أين هي المسؤولية الإدارية والطبية؟من يحاسب هذا الفلتان، ومن يوقف هذا التراخي قبل أن يدفع الأبرياء الثمن من صحتهم أو أرواحهم؟ ناهيك عن تلك المكلفة بالأدوية والتعامل اللااداري ولا أخلاقي في معاملتها مع المرضى ، خصوصا المؤمنون منهم مثل داء السكري والأمراض و و …
ما يحدث اليوم في دار ولدزيدوح ليس مجرد تقصير…بل إخلال فاضح بحق دستوري، وامتهان لكرامة نساء في أمسّ الحاجة للرعاية والاحتضان




















