المغربية تيفي 24 مراسلة خاصة
بعد عام واحد فقط على تعيينه مديرا عاما للمركز الجهوي للاستثمار بالعاصمة العلمية فاس، بدأت بصمات محمد الصابري تظهر جلية على أرض الواقع، مؤكدا رؤية جديدة وحازمة في إدارة ملفات الاستثمار وتعبئة عقار الدولة بالجهة.
فخلال هذه المدة الوجيزة، لم يكتفِ الصابري بالمعالجة الفعالة للملفات المطروحة، بل أظهر حرصا كبيرا على توجيه عقار الدولة نحو الاستثمار النافع ذي العائد الحقيقي.
وتبرز واقعة “ملف العشرين بقعة صناعية بإقليم تازة” كمثال واضح على النهج الجديد الذي يتبعه المركز.
فبعد إعلان المركز لطلب الاهتمام الخاص بهذه البقع، واجهت العملية مطالب بالإلغاء من قبل أطراف ادعت عدم مشاركتها في تحضير وصياغة دفتر التحملات.
إلا أن رئيس المركز الجهوي للاستثمار، محمد الصابري، أبدى موقفا حازما، مؤكدا أن الجهات غير المعنية بصياغة دفتر التحملات لا يمكن أن تشارك فيها، وأن دورها يقتصر على الأدوار المنوطة بها طبقا للقانون.
وأوضح الصابري أن أعضاء اللجنة المكلفين بإعداد دفتر التحملات هم الأعضاء أصحاب التمويل والموقعون على اتفاقية التمويل والتثمين، وأن دفتر التحملات يحث الأطراف الأخرى على الانخراط في مسطرة حل الأظرفة وتتبع إنجاز المشاريع، دون الحاجة لإشراك طرف غير منصوص عليه قانوناً في عملية الصياغة.
تأتي هذه التوضيحات في سياق عملية لم تسفر في جولتها الأولى عن اختيار مستثمرين، وذلك لأن الملفات المقدمة لم ترقَ، بحسب اللجنة المعنية، إلى مستوى خلق استثمارات حقيقية تحقق الهدف الأسمى من طلب الاهتمام، وهو خلق فرص عمل والمساهمة في حل مشكلة التشغيل.
ولضمان أقصى درجات الشفافية، تقرر فتح الأظرفة الخاصة بالعملية بحضور شخصي لرئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، وممثل عن الفيدرالية الجهوية للشركات المغربية، بالإضافة إلى موثق.
هذه الخطوة تؤكد التزام المركز بمبادئ الحكامة والشفافية في جميع مراحله.
ومع مراجعة دفتر التحملات بعد التجربة الأولى، تم التركيز على تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة، خاصة تلك المنتمية للمنطقة، مع السعي أيضاً لاستقطاب الشركات الكبرى التي تتطلب مساحات واسعة وتوفر فرص عمل كبيرة.
ويأخذ المركز بعين الاعتبار الشركات التي ترغب في التوطين بالجهة في مجالات حيوية كالنسيج وألياف السيارات، مستفيداً من الافتتاح المرتقب لميناء الناظور غرب المتوسط وما سيتيحه هذا الميناء من إمكانيات تنموية كبيرة لإقليم تازة والمناطق المحيطة به.
يعكس هذا الأداء الحازم والشفاف للمدير العام محمد الصابري، خلال عامه الأول، التزام المركز الجهوي للاستثمار بفاس بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة ومسؤولة، ترتكز على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخلق القيمة المضافة للمنطقة.
